فصل: الفصل الثامن: تشريح عضل المنخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.الفصل الخامس: تشريح عضل الجفن:

وأما الجفن فلما كان الأسفل منه غير محتاج إلى الحركة إذ الغرض يتأتّى ويتم بحركة الأعلى وحده فيكمل به التغيمض والتحديق وعناية اللّه تعالى مصروفة إلى تقليل الآلات ما أمكن إذا لم يخل إن في التكثير من الآفات ما يعرف وإنه وإن كان قد يمكن أن يكون الجفن الأعلى ساكناً والأسفل متحركاً لكن عناية الصانع مصروفة إلى تقريب الأفعال من مباديها وإلى توجيه الأسباب إلى غاياتها على أعدل طريق وأقوم منهاج والجفن الأعلى أقرب إلى منبت الأعصاب والعصب إذا سلك إليه لم يحتج إلى انعطاف وانقلاب.
ولما كان الجفن الأعلى يحتاج إلى حركتي الإرتفاع عند فتح الطرف والانحدار عند التغميض وكان التغميض يحتاج إلى عضلةٍ جاذبة إلى أسفل لم يكن بد من أن يأتيها العصب منحرفاَ إلى أصل ومرتفعاً إلى فوق فكان حينئذ لا يخلو أن كانت واحدة من أن تتصل: إما بطرف الجفن وإما بوسط الجفن ولو اتصلت بوسط الجفن لغطت الحدقة صاعدةً إليه ولو اتصلت بالطرف لم تتصل إلا بطرف واحد فلم يحسن إنطباق الجفن على الإعتدال بل كان يتورّب فيشتد التغميض في الجهة التي تلاقي الوتر أولاً ويضعف في الجهة الأخرى فلم يكن يستوي الإنطباق بل كان يشاكل انطباق جفن الملقو فلم يخلق عضلة واحدة بل عضلتان نابتان من جهة الموقين يجذبان الجفن إلى أسفل جذباً متشابهاً.
وأما فتح الجفن فقد كان تكفيه عضلة تأتي وسط الجفن فينبسط طرف وترها على حرف الجفن فإذا تشنجت فتحت فخلقت لذلك واحدة تنزل على الإستقامة بين الغشاءين فتتصل مستعرضة بجرم شبيه بالغضروف منفرش تحت منبت الهدب.

.الفصل السادس: تشريح عضل الخد:

الخدُ له حركتان: إحداهما تابعة لحركة الفك الأسفل والثانية بشركة الشفة والحركة التي له تابعة لحركة عضو آخر فسببها عضل ذلك العضو والحركة التي له بشركة عضو آخر فسببها عضَل هي له ولذلك العضو بالشركة وهذه العضلة واحدة في كل وجنة عريضة وبهذا الاسم يعرف.
وكل واحدة منهما مركبة من أربعة أجزاء إذ كان الليف يأتيها من أربعة مواضع: أحدهما: منشؤه من الترقوة تتصل نهاياتها بطرفي الشفتين إلى أسفل وتجذب الفم إلى أسفل جذباً مورياً.
والثاني: منشؤه من القس والترقوة من الجانبين ويستمر لفها على الوراب فالناشىء من اليمين يقاطع الناشىء من الشمال وينفذ فيتصل الناشىء من اليمين بأسفل طرف الشفة الأيسر والناشىء من الشمال بالضد.
وإذا تشنج هذا الليف ضيق الفم فأبرزه إلى قدام فعل سلك الخريطة بالخريطة.
والثالث: منشؤه من عند الأخرم في الكتف ويتصل فوق متصل بتلك العضل ويميل الشفة إلى الجانبين إمالة متشابهة.
والرابع: من سناسن الرقبة ويجتاز بحذاء الأذنين ويتصل بأجزاء الخد ويحرّك الخد حركةً ظاهرةً تتبعها الشفة وربما قربت جداً من مغرز الأذن في بعض الناس واتصلت به فحركت أذنه.

.الفصل السابع: تشريح عضل الشفة:

أما الشفة فمن عضلها ما ذكرنا أنه مشترك لها وللخدّ ومن عضلها ما يخصّها وهي عضل أربع: زوج منها: يأتيها من فوق سمت الوجنتين ويتصل بقرب طرفها واثنان: من أسفل وفي هذه الأربع كفاية في تحريك الشفة وحدها لأن كل واحدة منها إذا تحركت وحدها حركته إلى ذلك الشقّ وإذا تحرك إثنان من جهتين انبسطت إلى جانبيها فيتم لها حركاتها إلى الجهات الأربع ولا حركة لها غير تلك فهذه الأربع كفاية وهذه الأربع وأطراف العضل المشتركة قد خالطت جرم الشفة مخالطة لا يقدر الحس على تمييزها من الجوهر الخاص بالشفة إذ كانت الشفة عضواً ليناً لحمياً لا عَظْمَ فيه.

.الفصل الثامن: تشريح عضل المنخر:

أما طرفا الأرنبة فقد يتصل بهما عضلتان صغيرتان قويتان.
أمّا الصغر فلكي لا تضيق على سائر العضل التي الحاجة إليها أكثر لأن حركات أعضاء الخد والشفة فأكثر عدداً وأكثر تكرراً ودواماً والحاجة إليها أمسّ من الحاجة إلى حركة طرفي الأرنبة.
وخلقتا قويتين ليتداركا بقوتهما ما يفوتهما بفوات العظم وموردهما من ناحية الوجنة ويخالطان ليف الوجنة أوَلاً وإنما وردتا من ناحيتي الوجنتين لأن تحريكهما إليهما فاعلم ذلك.

.الفصل التاسع: تشريح عضل الفك الأسفل:

قد خص الفك الأسفل بالحركة دون الفك الأعلى لمنافع منها: إن تحريك الأخف أحسن ومنها إن تحريك الأخلى من الاشتمال على أعضاء شريفة تنكى فيها الحركة أولى وأسلم ومنها أن الفكّ الأعلى لو كان بحيث يسهل تحريكه لم يكن مفصله ومفصل الرأس محتاطاً فيه بالإيثاق ثم حركات الفك الأسفل لم يحتج فيها إلى أن تكون فوق ثلاثة حركة فتح الفم والفغر وحركة الانطباق وحركة المضغ والسحق والفاتحة تسهل الفك وتنزله والمطبقة تشيله والساحقة تديره وتميله إلى الجانبين فبين أن حركة الإطباق يجب أن تكون بعضل نازلة من علو تشنج إلى فوق والفاغرة بالضد والساحقة بالتوريب فخلق للإطباق عضلتان تعرفان بعضلتي الصدغ وتسميان ملتفتين وقد صغر مقدارهما في الإنسان إذ العضو المتحرّك بهما في الإنسان صغير القدر مشاشيّ خفيف الوزن وإذ الحركات العارضة لهذا العضو الصادرة عن هاتين العضلتين أخفّ وأما في سائر الحيوان الفك الأسفل أعظم وأثقل مما للإنسان والتحريك بهما في أصناف النهش والقطع والكدم والقطع أعنف.
وهاتان العضلتان ليّنتان لقربهما من المبدأ الذي هو الدماغ الذي هو جرم في غاية اللين وليس بينهما وبين الدماغ الأعظم واحد فلذلك ولما يخاف من مشاكة الدماغ إياهما في الآفات إن غشي عرضت والأوجاع إن اتفقت ما يفضي بالمعروض له إلى السرسام وما يشبهه من الأسقاء دفنها الخالق سبحانه عند منشئها ومنبعها من الدماغ في عظمي الزوج ونفذها في كن شبيه بالأزج ملتئم من عظمي الزوج ومن تفاريج ثقب المنفذ المار معها الملبس حآفاته عليها مسافة صالحة إلى مجاورة الزوج ليتصلب جوهرها يسيراً يسيراً ويبعد عن منبتها الأول قليلاً قليلاً وكل واحدة من هاتين العضلتين يحدث لها وتر عظيم يشتمل على حافة الفكّ الأسفل فإذا تشنج أشاله وهاتان العضلتان قد أعينتا بعضلتين سالكتين داخل الفم منحدرتين إلى الفك الأسفل في مقازتين إذ كان إصعاد الثقيل مما يوجب التدبير الاستظهار فيه بفضل قوة.
والوتر النابت من هاتين العضلتين ينشأ من وسطهما لا من طرفهما للوثاقة 0 وأما عضل الفغر وإنزال الفك فقد ينشأ ليفها من الزوائد الإبرية التي خلف الأذن فتتحد عضلة واحدة ثم تتخلص وتراَ لتزداد وثاقة ثم تتنفش كرة أخرى فتحتشي لحماً وتصير عضلة وتسمى عضلة مكررة لئلا تعرض بالامتداد لمنال الآفات ثم تلاقي معطف الفك إلى الذقن فإذا انقلصت جذبت اللحى إلى خلف فيتسفل لامحالة ولما كان الثفل الطبيعي معيناً على التسفّل كفى اثنتان.
ولم يحتج إلى معين وأما عضل المضغ فهما عضلتان من كل جانب عضلة مثلثة إذا جعل رأسها الزاوية التي من زواياها في الوجنة إمتد لها ساقان: أحدهما ينحدر إلى الفكّ الأسفل والآخر يرتقي إلى ناحية الزوج واتصلت قاعدة مستقيمة فيما بينهما وتشبثت كل زاوية بما يليها ليكون لهذه العضلة جهات مختلفة في التشتج فلا تستوي حركتها بل يكون لها أن تميل ميولا.

.الفصل العاشر: تشريح عضل الرأس:

إن للرأس حركات خاصية وحركات مشتركة مع خمس من خرزات العنق تكون بها حركة منتظمة من ميل الرأس وميل الرقبة معاً وكل واحدة من الحركتين- أعني الخاصية والمشتركة- إمَا أن تكون متنكسة وإما أن تكون منعطفة إلى خلف وإما أن تكون مائلة إلى اليمين وإما أن تكون مائلة إلى اليسار.
وقد يتولّد مما بينهما حركة الإلتفات على هيئة الاستدارة.
أما العضل المنكسة للرأس خاصة فهي عضلتان تردان من ناحتين لأنهما يتشبثان بليفهما من خلف الأذنين فوق ومن عظام القس تحت ويرتقيان كالمتصلتين ربما ظن أنهما عضلة واحدة وربما ظن أنهما عضلتان وربما ظن أنهما ثلاث عضل لأن طرف أحدهما يتشعب فيصير رأسين فإذا تحرّك أحدهما تنكس الرأس مائلاً إلى شقه وإن تحركا جميعاً تنكس الرأس تنكساً إلى قدام معتدلاً وأما العضل المنكسة للرأس والرقبة معاً إلى قدام فهو زوج موضوع تحت المريء يلخص إلى ناحية الفقرة الأولى والثانية فيلتحم بهما فإن تشنّج بجزء منه الذي يلي المريء نكس الرأس وحده وإن استعمل الجزء الملتحم على الفقرتين نكس الرقبة.
وأما العضل الملقية للرأس وحده إلى خلف فأربعة أزواج مدسوسة تحت الأزواج التي ذكرناها.
ومنبت هذه الأزواج هو فوق المفصل: فمنها ما يأتي السناسن ومنبته أبعد من وسط الخلف ومنها ما يأتي الأجنحة ومنبتها إلى الوسط فمن ذلك زوج يأتي جناحي الفقرة الأولى فوق.
وزوج يأتي سنسنة الثانية وزوج ينبعث ليفه من جناح الأولى إلى سنسنة الثانية وخاصيته أن يقيم ميل الرأس عند الانقلاب إلى الحال الطبيعية لتوريبه.
ومن ذلك زوج رابع يبتدىء من فوق وينفذ تحت الثالث بالوراب إلى الوحشي فيلزم جناح الفقرة الأولى.
والزوجان الأولان يقلبان الرأس إلى خلف بلا ميل أو مع ميل يسير جداً.
والثالث يقوم أود الميل والرابع يقلب إلى خلف مع توريب ظاهر.
والثالث والرابع أيهما مال وحده ميل الرأس إلى جهته وإذا تشنجا جميعاً تحرك الرأس إلى خلف منقلباً من غير ميل.
وأما العضل المقلبة للرأس مع العنق فثلاثة أزواج غائرة وزوج مجلل كل فرد منه مثلث قاعدته عظم مؤخر الدماغ وينزل باقيه إلى الرقبة.
وأما الثلاثة الأزواج المنبسطة تحته فزوج ينحدر على جانبي الفقار وزوج يميل إلى أجنحة جداً وزوج يتوسط ما بين جانبي الفقار وأطراف الأجنحة.
وأما العضل المميلة للرأس إلى الجانبين فهي زوجان يلزمان مفصل الرأس الزوج الواحد منهما موضعه القدام وهو الذي يصل بين الرأس والفقارة الثانية فرد منه يميناً وفرد منه يساراً والزوج الثاني موضعه الخلف ويجمع بين الفقرة الأولى والرأس فرد منه يمنة وفرد منه يسرة فأيّ هذه الأربعة إذا تشنج مال الرأس إلى جهته مع توريب وأي اثنين في جهة واحدة تشنجا مال الرأس إليهما ميلاً غير مورب وإن تحركت القداميتان أعانتا في التنكيس أو الخلفيتان قلبتا الرأس إلى خلف وإذا تحركت الأربع معاً انتصب الرأس مستوياً.
وهذه العضل الأربع هي أصغر العضل لكنها تتدارك بجودة موضعها وبانحرازها تحت العضل الأخرى ما تناله الأخرى بالكبر وقد كان مفصل الرأس محتاجاً إلى أمرين يحتاجان إلى معنيين متضادين: أحدهما: الوثاقة وذلك متعلق بإيثاق المفصل وقلة مطاوعته للحركات والثاني كثرة عدد الحركات وذلك متعلق بإسلاس المفصل والإرخاء فجود إرخاء المفاصل استقامة إلى الوثاقة التي تحصل بكثرة التفاف العضل المحيطة به فحصل الغرضان تبارك الله أحسن الخالقين ورب العالمين.

.الفصل الحادي عشر: تشريح عضل الحنجرة:

الحنجرة عضو غضروفي خلق آلة للصوت وهو مؤلف من غضاريف ثلاثة: أحدها الغضروف الذي يناله الجس والجس قدام الحلق تحت الذقن ويسمى الدرقي والترسي إذ كان مقعر الباطن محدب الظهر يشبه الدرقة وبعض الترسة.
والثاني غضروف موضوع خلقه يلي العنق مربوط به يعرف بأنه الذي لا اسم به.
وثالث مكبوب عليهما يتصل بالذي لا اسم له ويلاقي الدرقي من غير اتصال وبينه وبين الذي لا اسم له مفصل مضاعف بنقرتين فيه تهندم فيهما زائدتان من الذي لا اسم له مربوطتان بهما بروابط ويسمى المكي والطرجهاري وبانضمام الدرقي إلى الذي لا اسم له وبتباعد أحدهما عن الآخر يكون توسع الحنجرة وضيقها وبانكباب الطرجهاري على الدرقي ولزومه إياه وبتجافيه عنه يكون انفتاح الحنجرة وانغلاقها وعند الحنجرة وقدامها عظم مثلث يسمى العظم اللامي تشبيهاً بكتابة اللام في حروف اليونانيين إذ شكله هكذا.
والمنفعة في خلقة هذا العظم أن يكون متشبثاَ وسنداً ينشأ منه ليف عضل الحنجرة.
والحنجرة محتاجة إلي عضل تضم الدرقي إلى الذي لا اسم له وعضل تضم الطرجهاري وتطبقه وعضل تبعد الطرجهاري عن الأخريين فتفتح الحنجرة والعضل المنفتحة للحنجرة منها زوج ينشأ من العظم اللامي فيأتي مقدم المرقي ويلتحم منبسطاً عليه.
فإذا تشنج أبرز الطرجهاري إلى قدام وفوق فاتسعت الحنجرة وزوج يعد في عضل الحلقوم الجاذبة إلى أسفل ونحن نرى أن نعده في المشتركات بينهما.
ومنشؤهما من باطن القس إلى الدرقي.
وفي كثير من الحيوان يصحبها زوج آخر وزوجان: أحدهما عضلتاه تأتيان الطرجهاري من خلف ويلتحمان به إذا تشنجتا رفعتا الطرجهاري وجذبتاه إلى خلف فتبرأ من مضامة الدرقي فتوسعت الحنجرة.
وزوج تأتي عضلتاه حافتي الطرجهاري فإذا تشنجتا فصلتاه عن الدرقي ومدتاه عرضاً فأعان في انبساط الحنجرة وأما العضل المضيقة للحنجرة فمنها زوج يأتي من ناحية اللامي ويتصل بالدرقي ثم يستعرض ويلتف على الذي لا اسم له حتى يتحد طرفا فرديه وراء الذي لا اسم له فإذا تشنّج ضيق.
ومنها أربع عضل ربما ظن أنهما عضلتان مضاعفتان يصل ما بين طرفي الدرقي والذي لا اسم له فإذا تشنّج ضيق أسفل الحنجرة وقد يظن أن زوجاً منهما مستبطن وزوجاً ظاهر.
وأما العضل المطبقة فقد كان أحسن أوضاعها أن تخلف داخل الحنجرة حتى إذا تقلصت جذبت الطرجهاري إلى أسفل فأطبقته فخلقت كذلك زوجاً ينشاً من أصل الدرقي فيصعد من داخل إلى حافتي الطرجهاري.
وأصل الذي لا اسم له يمنة ويسرة فإذا تقلّصت شدت المفصل وأطبقت الحنجرة أطباقاً يقاوم عضل الصدر والحجاب في حصر النفس وخلقتا صغيرتين لئلا يضيقا داخل الحنجرة قويتين ليتداركا بقوتهما في تكلفهما إطباق الحنجرة وحصر النفس بشدة ما أورثه الصغر من التقصير ومسلكهما هو على الاستقامة صاعدتين مع قليل انحراف يتأتى به الوصل بين الدرقي والذي لا اسم له وقد يوجد عضلتان موضوعتان تحت الطرجهاري يعينان الزوج المذكور.